حقائق لا نعرفها عن نزلات البرد
نزلات البرد هي واحدة من أكثر الأمراض شيوعًا بين الناس في جميع أنحاء العالم. يعاني معظم الأشخاص من نزلات البرد عدة مرات في السنة، لكنها غالبًا ما تكون مترافقة مع أعراض غير مريحة مثل سيلان الأنف، والعطس، واحتقان الحلق. رغم أن نزلات البرد لا تعتبر مرضًا خطيرًا عادة، إلا أنها قد تترك أثرًا كبيرًا على حياتنا اليومية، وخصوصًا خلال مواسم الشتاء. ومع ذلك، فإن هناك العديد من الحقائق حول نزلات البرد التي لا يدركها الكثيرون. في هذا المقال، سنتناول بعض الحقائق التي قد تكون غائبة عن أذهاننا حول هذا المرض الشائع.
1. نزلات البرد ليست ناتجة فقط عن البرد
قد يبدو الأمر بديهيًا، ولكن الحقيقة أن نزلة البرد ليست ناتجة بشكل مباشر عن التعرض للبرد. على الرغم من أن انخفاض درجة الحرارة يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإصابة بنزلات البرد، فإن الفيروسات هي السبب الرئيسي وراء الإصابة. الفيروسات مثل الرينوفيروس تتكاثر بسرعة أكبر في درجات الحرارة المنخفضة، مما يجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة عندما يكون الجو باردًا. لذا، العوامل البيئية مثل الرطوبة والهواء الجاف قد تلعب دورًا أكبر في انتشار نزلات البرد مقارنةً بالبرد نفسه.
2. لا يمكن للأنف أن “يتعود” على نزلات البرد
من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن الأنف يصبح “معتادًا” على الفيروسات بعد الإصابة المتكررة بنزلات البرد. في الحقيقة، تختلف الفيروسات التي تسبب نزلات البرد بشكل مستمر، مما يعني أن جهاز المناعة لا يتعرف دائمًا على الفيروسات الجديدة. على الرغم من أن جهاز المناعة يتعلم كيفية التعامل مع الفيروسات التي تعرض لها في الماضي، إلا أن الفيروسات الجديدة أو المتحورة قد تسبب الإصابة مجددًا.
3. أعراض نزلات البرد قد تتشابه مع الإنفلونزا ولكن هناك فروقات مهمة
قد يتشابه العرض الأولي بين نزلات البرد والإنفلونزا، مثل السعال، والاحتقان، وآلام الجسم. ومع ذلك، هناك فروق رئيسية بين الحالتين. نزلات البرد عادةً ما تكون أقل حدة، وتستمر لفترة قصيرة تتراوح بين 3 إلى 7 أيام. أما الإنفلونزا، فغالبًا ما تكون أكثر خطورة وتستمر لفترة أطول. من الأعراض المميزة للإنفلونزا ارتفاع درجة الحرارة بشكل مفاجئ، بينما لا يرافق نزلات البرد عادةً الحمى العالية. كذلك، يؤدي الإنفلونزا إلى الشعور بالتعب العام بشكل أكثر حدة.
4. ليس هناك علاج مباشر لنزلات البرد
على الرغم من أن الأدوية يمكن أن تخفف من الأعراض، إلا أنه لا يوجد علاج مباشر لنزلات البرد. العلاج الذي يتم اتباعه غالبًا يعتمد على الراحة، وشرب السوائل الدافئة، واستخدام أدوية مسكنة للألم أو مزيلات الاحتقان. الأدوية المضادة للفيروسات، مثل تلك المستخدمة لعلاج الإنفلونزا، لا تؤثر عادةً على نزلات البرد. لذلك، تظل الوقاية أفضل استراتيجية لمكافحة نزلات البرد.
5. من الممكن أن تنقل الفيروس حتى قبل ظهور الأعراض
أحد الحقائق التي يجهلها العديد من الأشخاص هو أن فيروس نزلات البرد يمكن أن ينتقل إلى الآخرين حتى قبل ظهور الأعراض. يمكن للشخص أن يكون معديًا في الأيام الأولى من الإصابة، مما يعني أنه يمكنه نقل العدوى دون أن يكون على دراية بذلك. وعادةً ما يستمر الشخص المصاب في نقل العدوى لمدة 7 إلى 10 أيام بعد ظهور الأعراض. لذا، يعتبر غسل اليدين والتعقيم من أفضل وسائل الوقاية.
6. نزلات البرد قد تكون أكثر شيوعًا في بيئات مغلقة
أثبتت الدراسات أن نزلات البرد تنتشر بشكل أسرع في البيئات المغلقة أو ذات التهوية السيئة، مثل المكاتب والمدارس. في هذه الأماكن، قد يكون التفاعل مع الأشخاص المصابين أمرًا حتميًا. في الواقع، تنتشر الفيروسات بشكل أكبر في الأماكن المزدحمة بسبب قرب الأشخاص من بعضهم البعض، مما يسهّل انتقال الفيروسات عبر الهواء أو الأسطح الملوثة.
7. التعرض للشمس قد يساعد في الوقاية
على الرغم من أن الطقس البارد قد يزيد من انتشار نزلات البرد، إلا أن التعرض المعتدل لأشعة الشمس قد يساهم في تعزيز جهاز المناعة. يعد فيتامين “د” الناتج عن التعرض للشمس مهمًا جدًا للحفاظ على صحة الجهاز المناعي. الأشخاص الذين يعانون من نقص في فيتامين “د” يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، بما في ذلك نزلات البرد. لهذا السبب، ينصح الخبراء بالحصول على التعرض الكافي للشمس خلال الأشهر الباردة.
8. التوتر يمكن أن يزيد من فرصة الإصابة
العلاقة بين التوتر والإصابة بنزلات البرد قد تكون غير واضحة للكثيرين. لكن الدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من التوتر يكونون أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد. التوتر يضعف جهاز المناعة ويقلل من قدرته على محاربة الفيروسات. لذلك، يمكن أن تؤدي الضغوط النفسية المستمرة إلى زيادة فرص الإصابة بالعدوى.
9. التغذية الجيدة قد تساعد في التعافي بشكل أسرع
على الرغم من أن الغذاء لا يعد علاجًا مباشرًا، إلا أن التغذية الجيدة يمكن أن تسرع من عملية التعافي. الأطعمة الغنية بالفيتامينات مثل فيتامين C و الزنك قد تكون مفيدة في تقوية جهاز المناعة. يمكن العثور على فيتامين C في الفواكه مثل البرتقال والفراولة، بينما يتواجد الزنك في اللحوم، والمكسرات، والبذور. كما يساعد تناول الأطعمة الغنية بالألياف في دعم صحة الأمعاء، التي تعتبر جزءًا من جهاز المناعة.
10. هناك علاقة بين نزلات البرد وحساسية الأنف
قد يعتقد البعض أن نزلات البرد وحساسية الأنف لا علاقة لهما ببعض، لكن في الواقع يمكن أن يكون لدى بعض الأشخاص مشاعر مشابهة لكلا الحالتين. فعندما يكون الشخص مصابًا بحساسية الأنف، قد يكون أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد أو العكس. الحساسية قد تهيج الأغشية المخاطية للأنف، مما يسهل دخول الفيروسات إلى الجسم. هذا التداخل يجعل من الصعب أحيانًا التفرقة بين الأعراض المرتبطة بالحساسية وتلك المرتبطة بنزلة البرد.
11. الحفاظ على نظافة يديك قد يكون أكثر أهمية مما تعتقد
أحد أهم طرق الوقاية من نزلات البرد هو الحفاظ على نظافة اليدين. تعتبر اليدين أحد أكبر وسائل انتقال الفيروسات، لأننا نلمس الأسطح باستمرار ونتعامل مع أشياء قد تكون ملوثة بالفيروسات. غسل اليدين بشكل منتظم بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل يمكن أن يقلل من احتمالية الإصابة بنزلة البرد بشكل كبير. كما يوصي الخبراء باستخدام معقم اليدين عند عدم توفر الماء والصابون.
12. المضادات الحيوية ليست علاجًا فعالًا
على الرغم من أن المضادات الحيوية فعالة ضد البكتيريا، إلا أنها غير فعالة ضد الفيروسات، مثل تلك التي تسبب نزلات البرد. استخدام المضادات الحيوية في هذه الحالات يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية أخرى، مثل مقاومة المضادات الحيوية. لهذا السبب، يجب تجنب استخدام المضادات الحيوية لعلاج نزلات البرد إلا إذا كانت هناك عدوى بكتيرية مصاحبة، مثل التهاب الجيوب الأنفية.
13. الجلوس في المنزل لا يمنع الإصابة بنزلات البرد
العديد من الأشخاص يظنون أن البقاء في المنزل خلال موسم البرد يقيهم من الإصابة، لكن الفيروسات يمكن أن تنتشر في أي مكان، سواء كان في المنزل أو في الخارج. على الرغم من أن البقاء في المنزل قد يقلل من تعرضك للأشخاص المصابين، إلا أن الفيروسات قد تنتقل عبر الأسطح الملوثة مثل مقابض الأبواب أو الهواتف المحمولة.
الخاتمة
نزلات البرد تعتبر من الأمراض التي يصاب بها معظم الناس في مراحل مختلفة من حياتهم. على الرغم من أن هذا المرض غالبًا ما يكون غير خطير، إلا أن هناك العديد من الحقائق التي يمكن أن تساعد في فهم كيفية انتقاله والوقاية منه. من خلال الحفاظ على نظافة اليدين، وتحسين التغذية، وإدارة مستويات التوتر، يمكننا تقليل فرص الإصابة والتعافي بشكل أسرع. في نهاية المطاف، تظل الوقاية هي الخيار الأفضل لمكافحة نزلات البرد.
